روايات رومانسيهرواية بعشقك طامعة

رواية بعشقك طامعة الفصل 17

بعد سهرتهم الطويله …ضحكهم ومرحهم وخناقهم ورقص همس الذي أعجبهم كثيرا وتصفيقهم الحار لها ورقصهم معا…كل هذا أدي الي تعبهم الشديد وعدم تفكير أحد منهم أن يذهب الي غرفته…هبطا كلا من همس وقمر ووديعه علي فراش واحد واحتضنهم بعضهم البعض كأخوة وانقضت ليلتهم…استيقظت قمر أولهم وانتبهت أنها بغرفه وديعه وتذكرت أمر ترك غيث بمفرده…فتسللت من بينهم وخرجت مسرعه من الغرفه لتذهب اليه…قبل أن يصحو…ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن…فوجدت مستيقظا كأن لم ينم ليله أمس ويبدو علي وجهه الوجوم بسبب فعلتها…وتركه بمفرده ليله أمس وكأنها امراءة غير متزوجه…نظر اليها بسخريه قائلا

=حمد الله علي السلامه…أخيرا افتكرتي ان ليكي أوضه يا هانم…وجايه علي نفسك ليه وجايه من بدرى…ما كنتي تستني لما أنزل…وتدخلي الأوضه براحتك.

أخفضت قمر وجهها أمامه كالأطفال وانحنت اليها وهو جالسا علي الفراش وتنحنحت بصعوبه قائله

=متزعلش مني يا غيثو…والله ما كنت أقصد…احنا بس سهرنا كتير…وكنت قاعده وسطهم بنام علي نفسي من التعب…فجأه صحيت لقيت نفسي في وسطهم.

لوى غيث شفتيه قائلا

=ليه هو حضرتك طفله …بتنامي علي نفسك…ولا احساسك انك ست مش متجوزة هو اللي خلاكي تعملي كده…اه ما هو غيث مش هيزعل…مش كده يا قمر هانم؟

ارتفعت قمر أمامها نظرا لوقوفها أمامها بمنتهي البرود والجمود فهتفت بأسف قائله

=أنا أسفه يا غيث…حقك عليا…صدقني كان غصبن عني…انت عندك حق.. مهما ان كان..زكان لازم أجي هنا وأنام في أوضتنا…بس خلاص بقا عديها.

أعطاها غيث ظهره قائلا ببرود

=لا مش خلاص…واللي انتي بتعمليه ده…هتفضلي تعمليه ديما…بسبب انك معندكيش شعور بالمسئوليه تجاهيي…محدش بيهمل حاجه .غصبن عنه

تقدمت قمر من خلفه واضعه يدها علي كتفيه تحاوله هدهدته كالصغار قائله بنعومه

=يعني هتفضل زعلان مني يا غيثو…كل ده علشان سيبتك تنام هنا لوحدك…وعلشان وساوس في دماغك وبس…هو أنا لما أنام مع اخواتي يبقا كده مش مهتمه بيك؟

تفاجئت من رده فعله حيث استدار بعنف ينزع يدها من علي كتفيه قائلا بجمود وهويتحرك ليفتح الباب قائلا

=اه يا قمر …انتي مش بتهتمي بيا.

ليصفع الباب خلفه ويتركها في حاله ذهول شديده…جلست بعدها قمر علي الفراش تلعن حظها وسوء تصرفها معه…لأنها كادت علي وشك الانجراف مع مشاعره مستسلمه لتياره…أخذت تبكي بكاءا شديدا …لأنها لا تقدر علي خصامه ولا ابتعاده عنها…ورأت نفسها بهذا المشهد كله مرة…فمسحت دموعها بحزم شديد…ونوت علي الشئ الذي يذيب غيث في حبها…والتغاضي عن أي خطأ تفعله..ألا وهو الاقتراب منه والتلاحم معه.

استيقظت همس بعد نوم طويل ولم تجد أحدا في الغرفه…فنهضت وغسلت وجهها وذهبت الي غرفتها لارتداء ملابسها لتهبط الي الاسفل…لأنه من المؤكد انها سوف تجدهم…

…لتجد من ينتظرها…للاستفسار منها عن نظرات ضياء المستهزئه لها…دلفت همس الي حجرة الاستقبال وهي في قمه سعادتها تبتسم وتضحك بصوت عالي من اثر سهرتها الجميله مع وديعه وقمر واذا بجدها يتربص لها كالأسد الذي لا يغفل ولا ينام…حتي انها ارتعدت اوصالها من جلسته في الظلام وهو يتحدث بصوت مرتعد قائلا

=والله وسمعت صوت ضحكتك تاني يا همس…كان بقالك فترة مكتئبه وحزينه…اكيد طبعا سبب ضحكتك هو شادي…بس مزعلتيش النهارده لما ضياء بصلك بصه وحشه؟

من كثرة مرح همس مع وديعه وقمر أمس … تناست أمر ضياء ونظراته اللعينه…أما عن شادي أمرته والداتها بايصالها اليوم الي القصر للاطمئنان علي وديعه …لأنها باتت بالأمس في القصر…وجدها شادي حجه ليرى همس…..لأنه اشتاق اليها واشتناق أن يتنفس عطرها …ثم وجدها حجه أيضا لعله ينعم بقربها مرة اخرى…دلف الي القصر واستمع الي كلام جده…فرد بالنيابه عن همس قائلا ببرود

=لا ما انا اتفقت مع همس من هنا ورايح معدتش تأخد بالها من نظرات اي حد…وخصوصا والدي…لان خلاص والدي معدش بيطيق حد في العيله دي.

نظر غالب لحفيده نظرة خبيثه ثم نظر الي همس ومط شفتيه بلامبالاه وتنهد قائلا

=مش مهم يطيق حد في العيله…اهم حاجه يطيق بنتي ويصونها…مش كل شويه ينكد عليها…لصالح الهانم…ما هي الهانم مش احسن من بنتي.

اخذ شادي همس وحاوطها بذراعه قائلا بلهجه مرحه

=انا مليش دعوة بالهانم ولا بغيرها…انا ليا دعوة بهموستي قلبي…اللي ياريت يا جدو تخرج برا حساباتك مع بابا…لان لو خيروني بينها وبين حاجه تانيه هختارها هي.

تملكت السعاده في قلب همس اثر تلك الكلمات النابعه من قلب شادي لها ونظرت له بحب قائله

=انا بقا محدش يقدر يخيرني يا شادي…انا حاسمه موقفي من زمان…وحطيت عيني علي الهدف…واخدته…لاني استحقه وبجدارة…شفتي انا اجدع منكم كلكم ازاي.

شعر غالب بالسعاده لانه شاهد الحب في عيون شادي وهمس وتمني ان يكون لغيث وقمر نصيب من ذلك الحب …اشار اليهم ليجلسوا بجواره وينصتوا اليه بتركيز وانتباه ثم قال

=بصوا بقا…علشان انتوا بتحبوا بعض قوى انا اختارتكم لمهمه حب…اولا انتي يا همس لازم تقعدي مع اختك وتفهميها انها زى ما هي وان شادي مأذهاش

اغتاظ شادي من تدخل جده في الامر ومخالفه اوامر غيث حيال هذا الموضوع ونظر له نظرة غيظ وابتعد عنه واضعا رجل علي رجل قائلا ببرود

=همش مش هتقعد مع قمر يا جدي…ودي اوامر غيث…وبلاش يا جدو تخلينا نتدخل في حياتهم اكتر من كده…مسيرهم يحسوا ببعض زينا.

نظر له غالب نظرة غيظ لانه ذكره بتعليمات غيث الذي يريد ان ينقضها كلها فزفر حانقا وقال

=ولا عمرهم هيحسوا ببعض…هي هتفضل طول عمرها خايفه من الموضوع ده…وهو مصمم ما يصارحها بالحقيقه…وبيكذب وبيقول انه ياما صارحها وهي مش مصدقه.

هنا لمعت فكرة خبيثه في رأس شادي واضاف بلهجه ماكرة وقال

=تاهت ولقيناها…انا عرفت من بابا ان الواد حازم ابن خالتهم نازل مصر قريب…والهدف هو قمر…اكيد ده اللي هيخلي غيث ينطق…ويتحرك.

انتفضت همس بذعر وقالت

=يتحرك…مين ده اللي يتحرك…حازم عمره ما حب قمر…واي حركه منه هتبان انها مصطنعه…ازاي ابوك طلع غبي للدرجه دي…ومقدرش يفهم هدف حازم هو ايه.

ابتسم الحاج غالب بانتصار علي ذكاء حفيدته وهتفت بخبث قائلا

=تسلملي حفيدتي الذكيه…بس للاسف يا همس …ده مش غباء من ضياء…ده غباء من الست والدتك…نست ان غيث زمان ضرب حازم علقه موت علشانك.

تتطاير الشرار من عين شادي وهتف بقسوة وغضب قائلا

=علشان مين…علشان الست هانم…يعني المفروض لما يجي السمج ده…انا اخدك من هنا فورا…طب والله يا همس لو اعرف بس انه كلمك هطيرك انتي وهو.

نظر له غالب بخبث وتنهد قائلا

=اااه يا شادي…ياما نفسي اشوف غيث زيك كده…وهو مش طايق حد بس يبص علي قمر..انما كل اللي شايفه منه كميه برود لا تطاق….

رد عليه شادي بلهجه مرحه قائلا

=صوابعك مش زى بعضها يا حج …انا طالع لخالي غازى…انما هو طالع لعمي يحيي…تحسهم باردين كده…ولا الواد حمزة غتت…وعمالين فيها حبيبه وهما ولا يفهموه اصلا.

ضحكت همس ضحكه رنانه حتي ادمعت عيونها واضافت قائله

=مبيفهموش في الحب…كنت تعالي شوف حمزة امبارح الصبح…لما غيث كان بيغازل قمر…كان هيتجنن…وقعد يشتم في بنات العيله…اصل البت اللي بيحبها مجنناه.

نظر غالب الي شادي وغمز له ليستمع اليه جيدا وقال بتمعن

=طبعا لازم تجننه …مش حفيدتي…انا حفيداتي كلهم لازم يجننوا…وخصوصا انها اتربت علي ايدي…واتعلمت ازاي يبقا عندها كرامه.

برقت عين شادي ومط شفتيه قائلا ببلاهه

=حفيدتك…حفيدتك مين…قمر وخلاص بقت تبع غيث…وهمس دي بتاعتي…انت ليك حفيده تانيه واحنا منعرفش يا جدي…انت تقصد البت وديعه؟

ابتسم غالب ونظر له بسعاده وهو يكاد يختنق عندما علم ان المقصوده وديعه تنهد الجد وقال

=اخيرا فهمت…اااه اقصد وديعه…عندك مانع…حتي لو عندك مانع…هجوزها ليه برضه…حمزة انسان رائع وبيحبها…وميترفضش…ومهمتك بقا انك تقنع ابوك.

ضحك شادي ببلاهه وتحدث بلهجه مضحكه ومميته وقال

=مهمتي!هو انت علي طول من يوم ما اتفقت معاك…تقول مهمات…يا عم انا تعبت مهمات…وكمان دي مهمه مستحيله…ابويا لا بيطيق يحيي ولا حمزة.

غمزت همس لجدها واعلمته بغمزتها انها سوف تحل هذا الامر فنهضت من مكانها وذهبت الي شادي قائله بنعومه

=شادو حبيبي…اعتبر المهمه دي امتحان اخير ليك مني…لو نجحت هتسكن جوه القلب وجوه الروح…ولو فشلت هنزعك من قلبي ياروح قلبي

القت بكلماتها هذه وركضت ضاحكه عندما فتح شادي فمه وبرقت عيناه لما يسمعه وتصلب جسده عندما اراد اللحاق بها…نظر الي جده الذي رفع كتفيه وانزلهم بمعني انه لا يتدخل في هذا الامر وعليه حله بنفسه.. ثم تركها الجد وصعد الي غرفته لينام…هنا تأكد شادي انها كانت خطه بين همس وغالب…وعليه تنفيذها بأسرع وقت.

أصبحت همس تشعر بسعاده عارمه حيث انها تأكدت من حب شادي لها…ولكنها كان ينقبض قلبها عندما تذكرت نظرات ضياء لها……علمت بمجئ عمتها ساميه فتناولت فطورها وركضت لتجلس معها حيث كانت تجلس مع بثينه…دلفت اليهم لتحتضنها ساميه …لتجد ساميه يبدو عليها انها غيرت من شكلها تماما فانبهرت قائله

=ايه الجمال ده يا عمتو…حضرتك كده هتغطي عليا…انا مقدرش علي كده…هو صحيح احنا طالعين قمرات زيك…بس حضرتك اليومين دول تفوقتي علينا.

ابتسمت ساميه بسعاده وقالت

=تغيير ايه بس يا همس…كل ما في الامر اني اهتميت بنفسي شويه…روحت للكوافير غيرت لون شعرى…واشتريت لبس جديد…دي كل الحكايه.

وجدت بثينه في حديث ساميه وهمس ورقه رابحه وهي الافشاء عن سر خطير لواخبرت همس غصون به سوف تطير رقبه ضياء فقالت باستمتاع

=عمتك بتضحك علينا يا همس…اصلها بتستعيد حبها من اول وجديد مع عمك ضياء…وهو سبب التغيير اللي هي فيه…ما هو مش معقول تسيب جوزها يبص لواحده غيرها.

تقدمت همس الي بثينه وجلست بجانبها لتستخبر منها عن الاخرى التي تتحدث عنها فقالت

=هي مين الواحده التانيه دي يا طنط بثينه…اصل جدي قالي نفس الكلامالنهارده …ان عمو ضياء بدأ يهتم بطنط ساميه ومعدش بيسمع لكلام واحده تانيه.

دلفت وديعه لتأكد كلام بثينه وجدها فقالت

=الواحده التانيه دي مامتك يا همس…مامتك اللي ديما كانت بتقوم بابا علي ماما وعليا…مامتك اللي حاولت مرة تضربني…مامتك اللي اخر مرة قالتلي ان غيث مرضاش بيا لانه كان كويس وميليقش بيا لاني هبله.

نظرت ساميه الي وديعه نظرة لوم وعتاب وهتفت قائله

=انتي فعلا هبله يا وديعه…انتي لو عاقله مكنتيش حاولتي تقولي كده لهمس…انا مربتكيش علي كده…ليه كده يا وديعه…همس مش بس بنت خالك دي هتبقي مراة اخوكي وليها احترامها.

بثينه في محاوله منها للدفاع عن وديعه فقالت

=وديعه مغلطتش يا ساميه…وديعه قالت الحقيقه اللي احنا مش قادرين كلنا نقولها…وبعدين ان كانت فعلا بنت خالها فتعالي نفتكر خالها ده اللي مات بسبب مراته.

نهضت همس وشحب وجهها وتحدثت بصوت مبحوح قائله

=انا فاكرة كويس يا طنط بثينه…وعمرى ما هنسي ان امي كانت السبب في موت ابويا وعمي…ودي حقيقه محدش يقدر ينكرها…وحقك عليا يا وديعه.

زفرت ساميه بحنق ووجهت حديثها الي بثينه ووديعه قائله

=عجبكم كده…وصلتوا للي انتو عايزينه…سيبك منهم يا همس…انتي بنتي…مش بنت غصون…غصون خلفت ورمت ومربتش…وهي متهمنيش في حاجه.

وضعت بثينه رجل علي رجل قائله

=ازاي متهمكيش…ياما نفسي تعرف ان ضياء باعها واشتراكي انتي…يمكن ساعتها تعرف قيمتها…وتصلح اخطاء الماضي…وتبقي كويسه علشان بناتها.

ساميه بلوم وعتاب لبثينه

=بناتها يا بثينه…تاني بتقولي بناتها…دول بناتي انا…وما اعتقدش لو عرفت اني بقيت كويسه مع ضياء…هترجع لعقلها وتصلح اللي غلطت فيه زمان.

ذهبت همس والقت بنفسها في احضان ساميه قائله

=انتي فعلا امي…يا ما اتمنيت انك تكوني ماما بجد…من حنيه قلبك عليا انا وقمر…تقريبا احنا لو طلعنا كويسين…علشان انتي اللي ربتينا.

ربعت وديعه ذراعيها واخذت تهز برجلها بطفوله مصطنعه وزفرت حانقه وقالت

=انتو ديما كده اخدين حقي في كل حاجه…اخدتو حقي في ماما وخلتوها مامتكم…والست والدتكم استحوذت علي ابويا…وخلتوها خاتم في صباعها.

ذغرت ساميه لوديعه بحنق وقالت

=ما خلاص بقا يا وديعه…ما ابوكي بقا كويس معانا…ومسير مرات خالك تعقل وتعرف انه بقا كويس معانا…فتبعد عنه وتبقا كويسه مع الكل.

هنا ابتسمت بثينه بخبث لان مثل هذا الحديث سيدفع همس للبوح به لوالداتها في سبيل ان تدفع والداتها ان تكون جيده غافله انها ستدفع والداتها الي الانتقام من ضياء…وبالفعل استاذنت منهم همس لتذهب الي والداتها للتحدث معها …وما ان خرجت حتي شعرت ساميه بانقباضه في صدرها…هي ليست خائفه علي ضياء وانما حزينه علي حاله همس…دلفت همس الي غرفه والداتها فلم تجدها فعلمت انها ذهبت عند قمر لتنغص عليها حياتها فذهبت اليهم سريعا …تدلي الي سمعها ان غصون تستهزأ بحاله قمر وبزواجها فدخلت كالعاصفه تهتف بحنق قائله

=يوووه…انتي ايه مبتزهقيش…ما تسيبينا في حالنا بقا…وتروح تشوفي حالك…وحال الراجل اللي باعك…واشترى مراته في الاخر…هي دي اخرتك.

قطبت غصون جبينها وقالت

=حالي!…وحال الراجل اللي باعني…راجل مين اللي باعني يا همس هانم…انا غصون محدش يقدر يبيعني…ومين مراته دي…بقيتي بتقولي فوازير.

فهمت قمر ما ترنو اليه همس فانتفضت قائله لتنفي ما قالته همس

=لا يا ماما دي مش فوازير…بس همس بقت بتقول كلام مش مفهوم…صعب عليها انك كل شويه بتضايقيني…فخافت لا الدور يجي عليها.

ازاحت همس قمر من امامها وهتفت بحنق قائله

=لا مش خايفه…لان انا مش زيك يا قمر…انتي جبانه…وخايفه لماما تعرف اني قاصده ضياء…ولا تحبي اقوله يا بابا ضياء…ما هو جوز امي برضه.

كانت ضحي تدلف عند قمر لتخبرها ان غيث سوف يتأخر اليوم وهاتفها كثيراولكن هاتفاها مغلق فسمعت ما قالته همس وشاهدت غصون وهي ترفع يدها لتصفع همس فامسكتها من معصمها وانزلت يدها الي الاسفل تجز علي اسنانها قائله

=هي صحيح بنتك…بس في الاول بنت الشريف…,ممنوع منعا باتا حتي لو كنتي امها انك تمدي ايدك عليها…وبعدين البت ما غلطتش…

نظرت اليها غصون بغيظ قائله

=لا غلطت…اتهمتني زور…انتو السبب …انتو اللي عايزين تفرقوا بيني وبين بناتي…وانتي بالذات يا ضحي…علشان غازى كان بيحبني.

قمر باستغراب علي حاله الغل التي وصلت لها غصون هتفت باشمئزاز قائله

=كان بيحبك…ولما هو بيحبك يا ماما…ليه ما اتجوز حضرتك …ولما انتي كنتي عارفه انه بيحبك…ليه قبلتي تتجوزى بابا…وانتي عارفه انه كان خاطب طنط بثينه.

استكملت همس الحديث بدلا عن قمر بحنق قائله

=اكيد كله ده علشان تنتقمي…وبعد ما مات بابا…روحت اتجوزتي جوز عمتي…اللي خلاص حاليا مفضل عمتي عليكي…يارب تكوني الوقت ارتاحتي.

زفرت غصون بحنق وقالت

=انا مرتاحه لاني ما عملتش اي حاجه من اللي انتو بتقولوا عليها دي…انا مفيش بيني وبين ضياء اي شئ…لو مش مصدقني…اسألوه…وهو اكيد هيقول الحقيقه.

نهضت قمر وهي تجز علي اسنانها من الغيظ قائله

=هيقول الحقيقه…انهي حقيقه يا ماما…انتي وهو زيفتوا الحقايق زمان…ومستعدين تعملوا اكتر من كده…في سبيل ايه الفلوس…خدوها بس سيبونا نعيش ولو يوم واحد في سعاده.

غصون بحنق

=نسيبكوا…احنا مين يا قمر…انا امك…وان كان عليا من زمان وانا بدورلك علي سعادتك…بس انتي جريت ورا قلبك الخايب…اللي هيضيعك.

ضربت همس كفا علي كف وقالت باستهزاء

=هيضيعها…ما هي ضاعت خلاص وانتي السبب…انا اختي مش عارفه تعيش في سعاده مع اللي قلبها حبه…هيفضل ذنبها في رقبتك…

ربتت ضحي علي ظهر همس قائله

=اهدي يا همس…ومتخافيش علي قمر…طول ما غيث بيحبها…هتفضل سعيده…اما انتي يا غصون هانم…حلال عليكي نظرة الكرة اللي في عيون بناتك.

ابتسمت غصون بسخريه وقالت لضحي

=ما اتشمتيش قوى يا ضحي…انا غصون برضه…وزى ما بناتي فرطوا من بين ايديا…هلمهم في ايديا تاني…روحي انتي بس اهتمي بابنك وهنشوف مين اللي هيضحك في الاخر.

القت غصون بكلامها في وجههم وخرجت وهي تتوعد للكل وعلي رأسهم ضياء…ثم سرعان ما اتصلت بحازم تسبه وتلعنه علي تأخيره وتملي عليه ان يحضر الي هنا الليله واما سترمي بوالداته في الشارع…ايعقل ان تفتعل هذا بأختها تخرجها من دار الرعايه وتزج بها في الشارع…تبا لهذه المرأه الحقوده.

علي الجانب الأخر … دلفت وديعه الي غرفتها…فوجدت الفراش مبعثر …فتذكرت نومها أمس بين أحضان قمر وهمس…أيضا تذكرت ما فعلته بهمس منذ الصباح…ورد همس عليها بكل ذوق واحترام …يتنافي كثيرا مع شخصيتها اللعوب المرحه…حيث كانت تبدو كالملاك وليست همس الشقيه اللعوب…تيقنت كثيرا أن بداخل همس شخصيه جميله وهي التي استطاعت اماله شادي اليها…تذكرت لحظات التعصب معها…ولعنها دائما…ونعتها بأنها بنت غصون…تسائلت فيما بينها …لما همس بالذات..التي تحاول تعصبيها…تيقنت أنها ظلمتها باتهاماتها كثيرا…تأكلها الندم …فهي كانت تتمني أن تكون لها أخت من نفس سنها…ولكن هما دائما في نزاع حتي علي اللا شئ…عزمت أمرها أن تتجه اليها للاعتذار وطلب العفو فنهضت من الفراش متوجهه اليها…حتي تصالحها…فهي لاذنب لها.

في الاسفل جاء غيث الي القصر وجد القصر ساكنا ومظلما…ارتاحت نفسيته كثيرا…لان هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفه…لانه هاتف خلود وامرها ان تأتي الي القصر هذه الليله…احس بالندم بعد مهاتفتها…هو لا يعلم كيف سيكون حضورها وتأثيره علي قمر…هل بالايجاب…ام بالسلب والرجوع الي نقطه الصفر…تمني في نفسه ان لا يلجأ الي هذه الطريقه…فهو لا يريد عذابها او غيرتها…هو فقط يطمع في عشقها…ويتمني ان تكون لعشقه طامعه…لا يريد منها جسدا اكثر ما يريد العشق المكنون في قلبها…هو يعلم انها تحبه لكنه يعتقد انه حبا فاترا وباردا حب حكمت عليه الظروف …تزوجته لتحتمي فيه فقط …بعكسه تماما تزوجها ليكتمل بها…علمت قمر اني غيث جاء الي القصر من زامور سيارته…انتظرته طويلا ولكن لم يصعد…فاضطرت هي الهبوط اليه…دلفت الي غرفه الاستقبال وجدته يجلس بمفرده في الظلام يدفن وجهه في يديه فقلقت عليه واتجهت الي قائله

=غيث حبيبي…مالك يا قلبي…مطلعتش ليه…وايه اللي مقعده لوحدك في الضلمه هنا…هي طنط حكتلك علي اللي حصل …والله يا غيث انا ما عملت حاجه.

مسح غيث علي وجهه ثم نظر لها باستغراب قائلا

=حصل …حصل ايه يا قمر…ماما ما قالتليش حاجه…انا بس جيت ومقدرتش اطلع علي طول…فقلت ارتاح هنا شويه …وبعدين اطلع…

رجع حمزة من عمله الي القصر وكاد ان يدلف اليه فوجد خلود تهبط من التاكسي ترتدي تايير موف يبرز لون بشرتها البرونزيه وما ان راءه حتي شهق من وجودها…فاستقبلها بحرارة وعلم منها انها جاءت لتقضي بعض الايام في القصر لان شقتها بها تصليحات فطلب منها ان يدخل بالاول ليخبر غيث ثم تدخل من بعده…ابتسمت بسخريه علي بلاهته فهو لا يعلم انها جاءت بأمر من غيث…سردت قمر لغيث ما حدث في هذا اليوم فجز علي اسنانه من الغيظ وكاد ان يرد عليها لولا دخول حمزة المفاجئ قائلا

=الحق يا غيث…مفاجاة السنين…حاجه كده انا نفسي مش مصدق انها حصلت لغايه دلوقتي….بس هنقول ايه لكل مجتهد نصيب…وانت نصيبك ايه حييلو يا ابن خالتي.

علم غيث عمن يتحدث حمزة فتصنع عدم الفهم وقال

=وهو طول ما انت ابن خالتي هتسلك…انا عرفت القر جاي منين…منك طبعا…المصيبه انك مفكر اني حظى حلو…وهو ملطش زى خلقتك.

حاول حمزة ان ينظر الي نفسه ولكن دون جدوى فنظر في المراءة وقال بمرح

=مالها خلقتي…ما انا حلو وزى القمر اهو…غير بس البنات اللي بيشوفوني عمي…مش مقدرين اني نعمه وواد قمور لا وطيب كمان…

خبطت خلود الباب بكعب حذائها البنفسجي المثير ودلفت وهي ترقع بكعب حذائها علي ارضيه قاعه الاستقبال ترمي شنطتها بالارض وتفتح ذراعيها متجهه الي غيث تحتضنه بشده امام قمر التي كادت ان تموت من هول ما حدث…ظلت محتضنه له وهو متسمر في مكانها يسمعها تقول وهي تنظر الي قمر بمنتهي الخبث قائله

=غيثو…كده يا غيثو متسألش عليا…قلت اجي اسأل انا…وحشتيني كتير…هو انا ما وحشتكش…مش كفايه سيبتني من غير حتي ما تقولي السبب.

ظل حمزة نظرة متعلقا بقمر التي كادت ان تموت ارضا فتوتر قائلا

=دي خلود خطيبه غيث السابقه…اللي انا حكتلك عنها قبل كده يا قمر…شقتها هنا في مصر فيها تصليحات وكان معاها عنوان قصرنا فجت تقعدلها يومين.

خرجت خلود من بين احضان غيث تنظر الي قمر بخبث قائله

=يومين …شهرين…سنتين…لما ازهق…وانا بصراحه مع غيثو عمرى ما ازهق…ويارب الشقه ما يخلص فيها تصليح علشان افضل جمبك يا غيثو.

ردت عليها قمر ببرود قائله

=لو علي الشقه انا ممكن اديلك مفتاح شقتي انا وغيث تروح تقعدي فيها علي بال ما شقتك تتصلح…ولا اقولك خليكي انتي هنا واحنا هنرجع شقتنا.

نظر غيث الي خلود وتجاهل حديث قمر قائلا لخلود بترحيب

=حمد الله علي سلامتك يا خلود…نورتي مصر ونورتي القصر…كنتي عرفيني ابعت حد يجيبك…بدل ما تتعبي نفسك…انتي عارفه ان جمايل والدك علي رأسي.

نظرت خلود الي قمر نظرة شماته ورفعت لها حاجبها مبتسمه ابتسامه نصر قائله

=جمايل ايه يا غيثو…احنا معملناش حاجه غير اننا خرجناك من حاله الاكتئاب اللي انت كنت فيها…بس انا زعلت يا غيث …ليه رجعتلهم تاني ليه؟

تألمت قمر من حديثها لانها ذكرته بانهم سبب شقاؤه فتحدثت بصوت مبحوح وقالت

=غيث رجع علشان بيحبني…ومقدرش يتخيل فكرة اني اكون لحد غيره…وشكرا علي وقفتكو جمبه…وغيث من النوع اللي ما بينساش اي حاجه اتعملت علشانه.

رد غيث وهو يتمعن النظر في وجه قمر بتركيز

=فعلا انا مبنساش…علي فكرة يا خلود …انا لسه معرفتكيش انا سيبتك ليه…انا سيبتك علشان جدي اصدر فرمان برجوعي مصر…وجوازى من قمر.

ربتت خلود علي يده بحنان قائله

=وهو الجواز محتاج فرمان يا غيث…ده يبقا جواز فاشل…ومش هيدوم كتير…اتمني لو ده حصل…ترجع تعيش معانا تاني…انت كنت مبسوط اوى.

ابتسم غيث بسخريه وقال

=كنت …الانبساط والسعاده يا خلود…بيجوا للبني ادم كفرصه…يا بيغتنمها…يا بيرفصها برجليه…انا عن نفسي عمرى ما هرفص السعاده برجليا بس هي تيجي بس.

حاولت خلود اشعال نار الغيرة في قلب قمر قائله

=بس رفصتني ودوست عليا ومشيت…وانت عارف قد ايه اني بحبك…وبموت فيك…بس هقول ايه…انتو كده يا رجاله بدوروا علي العذاب.

ابتسم غيث بخبث وقال

=وبعدين معاكي بقا يا خلود…انا قلتلك زمان احلي ما في الحب عذابه…وبعدين خلاص انتهي …انا حاليا بقيت راجل متجوز ويفيد بايه يا ندم؟

قهقهت خلود علي كلام غيث وقالت

=-هههه …مش قادرة اصدق…تعرف واحنا مخطوبين…بقيت متخيله اننا مش هنتجوز…عارف ليه…لان فكرة انك راجل متجوز انت اساسا عمرك ما اقتنعت بيها.

نظر حمزة الي قمر وجدها تغلي وتنهار من الغيظ فاضاف بنبرته المرحه قائلا

=يا اخت خلود…انتي صح…غيث عمره ما اقتنع بفكرة الجواز…بس كان هيتجوزك…في نفس الوقت لما جدو امرنا ننزل مصر…اول واحد جهز شنطته فينا.

جز غيث علي اسنانه من افصاح حمزة بالامر وقال

=انا فعلا اول واحد حهزت شنطتي فيكم…وده لاني عندي رغبه كبيرة في الانتقام…مش علشان حاجه تانيه…فبلاش مرواغه يا حمزة…

تضايق حمزة من برود غيث وردوده فقال

=انا مش برواغ…كلنا عارفين قد ايه انت بتحب قمر…وكنت مخنوق لما عرفت انها هتتخطب لشادي…الانتقام بتاعك ده حجه…انت لو عايز تنتقم بجد مكنتش اتجوزتها.

وكما يقال ابن الحلال عند ذكره بيبان فقد جاء شادي واستمع لكلمات حمزة وكاد ان يفتك به لولا ان رأي خلود الساحرة ففتح عينيه علي مصرعيهم قائلا

=يا جمالو يا ولاد…دي انس ولا جن…ولا دي مضيفه الطيران …ولا حوريه البحر…لا لا لا…لولا اني سمعت كلام النيله حمزة كنت شكيت اني دخلت قصر تاني.

نهضت خلود وتقدمت منه متغنجه في مشيتها ومدت يده وصافحتها قائله بنعومه

=طالما قلت النيله حمزة…يبقي انت اكيد من العيله…اتشرفت بمعرفتك…انا خلود خطيبه غيث السابقه زى ما بيقولوا…ولو اني مبحبش السابقه…انت مين بقا.

لتهبط همس ووديعه فجأه …بعد جلسوهم سويا في محاوله من وديعه لاسترضاء همس…شاهدت كل منهم الموقف …ونظرت كل واحده منهم الي الاخرى كأنهم يبعثوا رسالات فيما بينهم بأعينهم بضرورة انقاذ الموقف فتركض كل منهم الي جانب الشخص الخاص بها فهرعت همس لتقف حائلا بين شادي وخلود قائلا بغيظ

=ده شادي الغريب…ابن عمة غيث…يعني كمان يبقي ابن عمة قمر وعمتي انا كمان…خدي عندك بقا …يبقي خطيبي انا وهيبقي جوزى انا.

ضحكت خلود ضحكتها الرنانه وهي تنظر الي غيث وتغمزله بمعني انها كانت تريد غيرة قمر ولكن لم تستكفي فاضافت لها غيرة همس علي شادي لانها لعبتها بالاول والاخير

لفت انتباهها وجوده فتاه بجانب حمزة فعلمت أنها خاصته فتقدمت منها بنعومه تضع يدها علي ذقنها تهدهدها كالأطفال قائله

=وانتي بقا مين ياصغنن؟

لتزيح وديعه يد خلود من علي ذقنها بعنف قائله

=أنا ديعا ي حبيبتي.. أخت شادي…ها…ومش صغنن.

عضت خلود علي شفتيها بخبث قائله

=طب مش عيب يا كبيرة…تقفي جمب حمزة وانتي مفيش رابط بينكم؟

قبضت وديعه علي يدها بغيظ ونظرت لحمزة بأعين حمراء غاضبه…فرفع يده الي أعلي دلاله علي الاستسلام قائلا

=والله مالي دعوة…ولا أعرفها يا ديعا…وبعدين انتي مالك يا خوخه…ماتسيبي البت تاخد فرصتها وأنا أخد فرصتي..ونقف جمب بعضينا.

وضعت وديعه يدها في خصرها قائاه بغضب

=خوخه…خوخه يا حمزة…طيب ماشي.

ضحكت خلود ضحكه رنانه قائله بصوت منخفض وهي تقترب من وجه وديعه قائله

=اااه …أنا خوخه…وكلهم بيحبوني…وبيحبوا يدلعوني.

لتستمع خلود الي نبرة قمر الغاضبه وهي تقول

=-انتي مش محتاجه حد منهم يدلعك…انتي مدلعه نفسك بنفسك…

نهض غيث لينهي هذه الحوارات قائلا

=خلود…انا اوضتي القديمه فاضيه…انتي ممكن تستعمليها…اعتقد انك هترتاحي فيها اوى…يالا يا جماعه كل واحد يطلع اوضته…وانت يا شادي ياريت تروح الوقت اتأخر

نظرت اليه قمر متمنيا ان يبقيها اويصعد معها ولكن وجدت خلود تنظر اليها بشماته صاعده الدرج وهي تتمايل امامها…فسرعان ما ملكت قمر اعصابها وصعدت هي الاخرى تود ان تذهب الي غرفتها القديمه حتي لا يراها وهي تبكي وتتحسر علي حالها…اما عنه فقد ظل شاردا في قمر وحزينا عليها وعلي ما افتعله معها…وعلي طريقه خلود في اغاظتها…فزفر بحنق وقرر ان يبقي طول الليله في مكتبه حتي الصباح…ليعطيها مجالا واسعا لتجلس بمفردها فهو يعلم انها تبكي وبشده ويخشي ان يضعف امام بكائها…

*

لم تنم قمر طوال الليل …تارة تبكي…وتارة شارده بما حدث…عقلها يفرض عليها تصديق ما حدث…وقلبها يرفض وبشده ان يكون غيث ملكا لاخرى…ظلت علي هذ الحال حتي الساعه السابعه صباحا…الي ان غفوت وهي جالسه علي الاريكه…اما عنه ففضل ان يكون في غرفه المكتب الي الصباح …ثم يصعد وهو متأكد انها نائمه ليبدل ملابسه ويذهب الي المصنع…دون ان تشعر به…دخل الي غرفتهم وجدها نائمه علي الاريكه عيناها منتفخه من كثرة البكاء…تنهد علي هيئتها المحزنه وزفر حانقا وحملها ليودعها في الفراش…اثناء حمله لها استيقظت ونظرت اليه بأعين ناعسه تحمل الكثير من اللوم والعتاب…فاشاح بوجهه الي الجانب الاخر واودعها في الفراش ودلف الي الحمام ليأخذ حمام يفيقه من افكاره التي تخضعه لها…اثناء ذلك دق عليهم الباب الخادمه تستدعيها لتهبط الي والداتها والضيف الذي معها…قطبت قمر جبينها وتسائلت من هو الضيف…ولكن سرعان ما نهضت وبدلت ملابسها علي عجاله من امرها حتي لا يشعر بها غيث…هبطت قمر الي الاسفل واذا بها تتفاجئ بحازم يفتح لها ذراعيه قائلا

=انا جيت…واكيد نورت البيت…وحشتيني يا قمورة…من زمان ماشوفتكيش…خالتي قالتلي انك دايما بتجيبي في سيرتي…قلت لازم انزل مصر اشوفك.

نظرت اليه قمر باستغراب لانه لا يتعامل معها بهذا الاسلوب فقالت

=انت ايه اللي جابك يا حازم…اقصد يعني انت طول عمرك برا…ومبتحبش تنزل مصر…ده حتي لما خالتي احتاجتلك وكانت في اشد مرضها رفضت تنزل.

ابتسم حازم بسخريه وقال

=لما امي تحتاجني حاجه…ولما خالتي تحتاجني حاجه تانيه…وخصوصا لما اعرف اني وحشتك…ونفسك تشوفيني…ولا انا ما وحشتكيش؟

صدمت قمر مما يقوله من اين اتي بهذا الكلام…تخشي ان يسمعه غيث فتنقلب الايه عليها فهتفت بحده قائله

=وحش لما يلهفك…قال اوحشك قال…ده من العقيم اللي سمملك دماغك وقالك كده…انت اكيد اتجننت…قال وحشتيني قال…هي ناقصاك؟

احاطتها غصون من الخلف وهمست في اذنها كفحيح الافعي قائله

=الحق عليا اني فكرت فيكي…قلت اجيبه هنا علشان غيث يعرف قيمتك…لما يلاقي غيره بيحبك…زى ما هو استقبل حبيبه القلب القديمه.

نظر لها حازم وابتسم بخبث قائلا

=شفتي بقا انا يهمني مصلحتك ازاي يا قمر…ده انا هروقهولك ترويقه ما بعدها ترويقه…انتي بس خليكي معايا علي الخط…وانا هخليه يقول حقي برقبتي.

نفضت قمر ذراع امها وتذمرت قائله

=انت تخليه يقول حقي برقبتي…ده انت عبيط اوى…الظاهر نسيت العلقه بتاعت زمان…لما بس حاولت تتحرش بهمس…انا هقول لغيث انت جاي هنا ليه

وما ان التفت خلفها حتي امسكها حازم من خصرها ليحتضنها ليطل عليهم وجه غيث من فوق الدرج قائلا

=ايه اللي بيحصل ده؟

لتتبتسم غصون ابتسامه خبيثه وتغمز لحازم وتنظر له بامتنان علي نجاح اول سطر في خطتها.

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية زواج لم يكن في الحسبان الفصل 19

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى